الثلاثاء، 17 يونيو 2014

عمارة المهرجانات


عمارة المهرجانات

لقد فكرت كثيرا في الكتابة عن العمارة و ذلك لأهمية الفن المعماري في تقدم أذواق الشعوب و الأمم , و نحن الآن في أمس الحاجة إلى  كتابات متخصصة بعيدة عن السياسة و الدين و أقدم لكم تجربتي الأولى و أتمنى أن تلقى قبولا لدى القراء.

أبدأ هذه المقالة بالحديث عن ما أطلقت عليه عمارة المهرجانات, و التسمية مأخوذة من أغاني المهرجانات الشعبية و التي انتشرت في الآونة الأخيرة في مصر و لاقت قبولا واسعا في كثير من البلدان العربية نظرا لتسليط الأضواء عليها من قبل الإعلام المصري بشكل كبير , و ما أسعى إليه في هذا المقال هو وضع مفهوم لما أطلقت عليه "عمارة المهرجانات" .

هل هي عمارة العشوائيات (المساكن الشعبية) أم هي الفجوة غير الخلاقة في تصميماتنا العربية , بمعنى آخر هل ترتبط بالفقراء أم ترتبط بالأغنياء؟ و قبل أن أجيب عن هذا التساؤل دعوني أولا أن أتحدث في عجالة عن أنواع أغاني المهرجانات .

على حسب معرفتي بأغاني المهرجانات فإنها متشابهة الألحان و الاختلاف إنما يكون في الكلمات و الإيحاءات , و سأقوم بتقسيمها إلي نوعين هما: أغاني مهرجانات تستخدم الإيحاءات الجنسية و تمثيل العنف بشكل صريح جدا و علي رأس هذا النوع أغاني فيجو(موزع) و سادات(مغني) , و النوع الثاني هي أغاني مهرجانات تستخدم الإيحاءات الجنسية و تمثيل العنف بشكل متواري و على رأسها أغاني أوكا(موزع) و أورتيجا(مغني) و في رأيي فالنوع الثاني أخطرهم لأنه يوضع تحت الأضواء و الإعلام و أصبح مغنوه نجوما.

و بالمقارنة فإنه يمكننا تقسيم عمارة المهرجانات إلى نوعين : الأول و هو عمارة العشوائيات التي تستخدم المواد الأولية مثل الطوب الأحمر و الخرسانة المكشوفة و أحيانا تستخدم الخشب و ألواح الصفيح في الحوائط و الأسقف و ذلك في المناطق الأكثر فقرا , و بالتالي فهي عمارة تعبر عن الفقر و الجهل و المعاناة بشكل صريح و لكنها متوارية بعيدا عن أعين الناس مثل النوع الأول من الأغاني الشعبية و على الرغم من ذلك أرى فيها قليلا من الجمال المعماري على الرغم من عدم تكلفها و وحدتها اللونية النابعة من اللون الأحمر للطوب و البني للأرض الترابية و أحيانا اللون الأخضر في الأراضي الزراعية المحيطة بالأراضي المجرفة.

 أما النوع الثاني منها و أنا في رأيي لا يرتبط بفقر مادي و إنما بفقر فني رهيب منتشر في مدننا المصرية و للأسف على الشوارع الرئيسية و ليس في الحارات الداخلية و قد وصل هذا الفقر الفني إلى التجمعات السكنية الجديدة ذات المستوى المادي و الثقافي المرتفع , و أقف دائما متألما أمام هذا التلوث البصري من تصميمات كلاسيكية شوهت النسب الأصلية للطرز و لقوالب ايطالية و إنجليزية و غيرها من عصور مختلفة ممتزجة على واجهة واحدة, أما التصميمات الحديثة فحدث و لا حرج و التي لا تخرج عن البناء على الصامت لاستغلال المساحة لدرجة قتل الإضاءة و التهوية الطبيعيين ثم إضافة بروزات مستطيلة القطاع على الوجهات بأشكال و ألوان مختلفة و لقد أطلقت عليها اسم ثعبان الواجهة و التي أعتقد مستوحاة من لعبة الثعبان و التفاحة و هذه هي الغالبية العظمى من تصميمات الفيلات و المباني السكنية و الإدارية الحديثة .

و بالمثل أجد النوع الثاني من عمارة المهرجانات هو الأخطر لأنه المسئول عن تكوين وجدان الشارع و إحساسه بالجمال و اللون سواء كان المتلقي جاهلا أو علي درجة عالية من الثقافة, إننا كمتخصصين في فن العمارة نجد أن أفراد أسرتنا و أصدقائنا المثقفين معجبون بمباني غاية في الفقر الفني و أعتقد أن معظمنا تعرض لهذا الموقف مع أقرب الأقربين إليه و بالتالي علينا أن ننقذ الشارع المصري و العربي و يجب أن نبدأأ بأنفسنا بالعلم و تنمية الموهبة و الإحساس بالجمال و لا ننصاع لتحكم العميل غير المثقف معماريا في المنتج النهائي و هو الأصعب.

و أخيرا أحب أن أنهي مقالتي بهذه الفكرة , لقد آمنت في حياتي العملية أن العمارة ما هي إلا نتاج فلسفة معينة سادت في المجتمع فتتحول بدورها إلى فن و منها إلى عمارة, كما فكرت كثيرا في تصميم طراز معماري أطلق عليه طراز المهرجانات و أن أحول هذا المعنى بداخلي من السيئ إلى الجيد.و ها نحن و للأسف بمجتمعاتنا العربية مليئة بالفقر و الجهل و الذي خرج منه نوع من الأغاني الشعبية الناجحة و هي "المهرجانات"و أعتقد أنها الابتكار الوحيد اللذي نسب للمصريين في العقد الأخير ,فيا معشر المعماريين ألا تستغلوا هذا و تبتكروا شيئا جديدا,أعرف جيدا أنها فكرة غريبة علي الكثير منكم و لكني أؤمن أن العالمية لن تأتي إلا بالمحلية.

أحمد فوزي
 الموقع الرسمى للاكاديمية
http://www.palm-studios.com/
حساب الاكاديمية على اليو تيوب (نرجو عمل subscribe لمعرفة احدث اعمالنا اول باول(
https://www.youtube.com/user/ThePalmStudio
حساب الاكاديمية على تويتر
https://twitter.com/Palm_Studio
حساب الاكاديمية على الفيس بوك (نرجو عمل like لمعرفة احدث اعمالنا اول باول(
https://www.facebook.com/palmacademy
للاراء و المقترحات نرجو التواصل على
http://www.palm-studios.com/contact-us

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق